بسم الله الرحمن الرحيم
كثيرا ما نسمع في زماننا المعاصر عن المشاكل بين الجيران وما تؤول إليه هذه المشاكل . وما حدده لنا الشارع من كيفية معاملة الجار وما هي حقوق الجار علينا واعلم علمت الخير ان ليس للجار واجبات بل هي حقوق نص بها الكتاب والسنة. الجار في الاصطلاح الشرعي هو من جاورك جواراً شرعياً، سواء كان مسلماً أو كافراً، براً أو فاجراً، صديقاً أو عدواً، محسناً أو مسيئاً، نافعاً أو ضاراً،
قريباً أو أجنبياً، غريباً أو بلدياً. أوصى الإسلام بالجار، وأعلى من قدره؛ حيث قرن الله حق الجار بعبادته عز وجل
وبالإحسان إلى الوالدين، واليتامى، والأرحام. قال الله تعالى: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي
الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ ). أما السنَّةُ النبويةُ فقد استفاضت نصوصُها في بيان رعاية حقوقِ الجارِ، والوصايةِ به، وصيانةِ عرضه، والحفاظ على شرفه، وستر عورته، وسدّ خلَّته، وغضِّ البصر عن محارمه، والبعد عن كل ما يريبه، ويسيء إليه. ومن أجلِّ تلك النصوص وأعظمها ما جاء في الصحيحين من حديث عائشة وابن عمر رضي الله عنهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مازال جبريل يوصني بالجار حتى ظننت أنه سيوَرِّثه(.
أي: ظننت أنه سَيبْلُغني عن الله الأمرُ بتوريث الجارِ الجارَ. جاء في الحديث: (من أشراط الساعة سوء الجوار وقطيعة الأرحام). حقوق الجار على وجه التفصيل كثيرة جداً،ولكن الرسول شملها في هذا الحديث : عن الرسول صلى الله عليه وسلم انه سُئل عن حق الجار ؟ فأجاب : \'إن استقرضك اقرضه وإن استعانك أعنـه وإن احتاج أعطيته وإن مرض عدتّـه وإن مات تبعت جنازته وإن أصابته مصيـبة ساءتك وعزيته. ولا تؤذه بقتار قدرك إلا أن تعرف له منها. ولا
تستطل عليه بالبناء لتُشرف عليه وتسد الريح إلا بأذنه. وان اشتريت فاكهة فأهدِ له منها وإلا فأدخلها سراً. ولا يخرج وُلدك بشيء منه يغيظون به ولده. وهل تفقهون ما أقول لكم، لن يؤدي حق الجار إلا بقليل ممن رحم الله \'
نستطيع اختصار حقوق الجار الى اربعة رئيسية: أولها:
كف الأذى: فالأذى على كل أحد بغير حق محرم، وأذية الجار أشد تحريما ً. جاء في صحيح البخاري عن أبي شريح رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن قيل: من يا رسول الله؟ قال: من لا يأمـن جاره بوائقـه) وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذِ جاره( عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قيل يا رسول الله إن فلانةً تصلي الليل، وتصوم النهار، وفي لسانها شيء تؤذي جيرانها سليطة، قال: (لا خير فيها هي في النار)
وقيل له: إن فلانةً تصلي المكتوبة، وتصوم رمضان، وتتصدق بالأثوار(وهي القطع الكبيرة من الأقط وهو اللبن الجامد المستحجر) وليس لها شيء غيره، ولا تؤذي جيرانـها، قال: (هي في الجنة( بل لقد جاء الخبر بلعن من يؤذي جاره، ففي حديث أبي جُحيفة رضي الله عنه قال: (جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشكو جاره فقال لهاطرح متاعك في
الطريق( قال: فجعل الناس يمرون به فيلعنونه، فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، ما لقيتُ من الناس؟ قال: وما لقيتَ منهم، قال: يلعنوني، قال: فقد لعنك الله قبل الناس قال: يا رسول الله فإني لا أعود.
قال علي بن أبي طالب للعباس رضي الله عنهما: (ما بقي من كرمِ إخوانك؟ قال الإفضالُ إلى الإخوان، وتركُ أذى الجيران (فانظر كيفَ عدَّ العباسُ رضي الله عنه تركَ أذى الجيران من الكرم. الثاني من حقوق الجار: حماية الجار: فمما ينبه لشرف همّة الرجل نهوضُه لإنقاذ جاره من بلاءٍ يُنال به في عرضه، أو بدنه أو ماله، أو نحو ذلك.
الثالثُ من حقوق الجار: الإحسانُ إليه؛ فذلك دليل الفضل، وبرهان الإيمان، وعنوان الصدق. جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر؛ فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم
جاره.( ومن ضروب الإحسان إلى الجار تعزيته عند المصيبة،وتهنئته عند الفرح، وعيادته عند المرض، وبداءته بالسلام، وطلاقة الوجه عند لقائه، وإرشاده إلى ما ينفعه في دينه ودنياه، ومواصلته بالمستطاع من ضروب الإحسان.
الرابع: من حقوق الجار احتمال أذاه: وذلك بأن يغضيَ عن هفواته، ويتلقى بالصفح كثيراً من زلاته، ولا سيِّما إساءةً صدرت من غير قصد، أو إساءةً ندم عليها، وجاء معتذراً منها؛ فاحتمالُ أذى الجارِ ومقابلةُ إساءتِه بالإحسان من أرفع
الأخلاق، وأعلى الشيم. روى المرّوذي عن الحسن: ليس حسنُ الجوارِ كفَّ الأذى، حسنُ الجوارِ الصبرُ على الأذى. فمن أثـار حسن الـجوار: ورد في الأحاديث النتائج الإيجابية للمحسن لجاره منـها :الشفاعة وزيادة الرزق وزيادة الأعمار وعمارة الدار. فعن الإمام الصادق رضي الله عنه: أن الجار يشفع لجاره. حسن الجوار يزيد في الرزق . حسن الجوار يعمر الديار ويزيد في الأعمار. ومع عظم ذلك الحقِّ إلا أن هناك تقصيراً كبيراً في حقِّ الجار من كثيرٍ من الناس.
فمن صورِ ذلك التقصير مضايقةُ الجارِ، وحسدُه، واحتقارُه، وكشفُ أسراره، وتتبع عثراته، والفرحُ بزلاته.
ومن ذلك: إيذاؤه بالجلبة، ورفعُ الأصوات، وتأجيرُ مَنْ لا يرغب الجيران في
إسكانه.
ومن صور التقصير في حق الجار: خيانتُه، والغدرُ به، وقلةُ الإحسان إليه، وتركُ النهوضِ لحمايته، وقلةُ الحرص على التعرُّف على الجيران، وقلةُ التفقُّد لأحوالهم.
ومن ذلك: قلّةُ التهادي بين الجيران، والتكبُّرُ عن قبول هداياهم، ومنعُهم ما يحتاجون إليه من الأدوات اليسيرة، وقلةُ الاهتمام بإعادة المعار من الجيران إليهم.
ومن صور التقصير في حق الجيران: تركُ الإجابةِ لدعوتهم، وقلَّةُ المبالاة بدعوتهم إلى الولائم والمناسبات،وقلَّةُ المناصحة لهم، وقلةُ التعاون معهم على البر والتقوى.
ومن ذلك: كثرةُ الخصومةِ معهم، والتهاجرُ، والتدابرُ عند أدنى سبب، وقلةُ الحرص على إصلاح ذات البين إذا فسدت بين الجيران.
ومن صور التقصير في حق الجار: تركُ الإحسان إلى الجار الغريب، وقلّةُ العناية باختيار الجار الصالح، والتفريطُ به، وقلّةُ الوفاء للجيران بعد الرحيل عنهم.أيهـا الأخوة أيهـا الأحبـة هذا قليل مـما أوصى به الإسلام بحق الجار وحسن
الجوار تعالوا جميعاً كي نحفظ الوصية ونعلم الآخرين الحضارة والأخلاق..هذا الموضوع منقول ...أرجوا أن ينفعنا به الله و إياكم و نأخذ بأحسنه. و شكرا