كل ما يثار ويقال هذه الأيام حول المنتخب الوطني وطاقمه ولاعبيه، وحول النقائص والايجابيات ، ومشوارنا لحد الآن ، يقودنا للقول بأن ما حدث في كأس أمم إفريقيا سيخدمنا وينفعنا في كأس العالم المقبلة لأننا لو كنا فزنا بالكأس لاعتقدنا بأننا وصلنا وبأننا الأقوى والأفضل ، ومدربنا كان سيعتقد نفسه الأحسن في العالم ، ولاعبونا لامثيل لهم ، وبأن سياستنا الرياضية ناجحة ووو.
ما حدث في أنغولا وقبله وبعده، بحلوه ومره وايجابياته ونقائصه كان أحسن سيناريو نستفيد منه في جنوب إفريقيا ، وسترون ما سيفعله رجال التحديات والمواعيد الكبرى بعد أن حفظوا الدرس جيدا وكانوا قريبين من تحقيق المعجزة لو ..
شعور اللاعبين بذلك ووعيهم بأنه كان بإمكانهم العودة بالكأس سيكون حافزا لهم في جنوب إفريقيا لإدراكهم بأن قدراتهم الفنية والمعنوية هي تلك التي أظهروها أمام كوت ديفوار في الربع النهائي ، وإدراكهم بأن الخسارة أمام مالاوي ومصر بتلك الكيفية والأخطاء المرتكبة فنيا وتكتيكيا لن تتكرر في جنوب إفريقيا ، وإدراكهم أيضا بأنهم سيدخلون التاريخ بمزيد من التركيز واحترام المنافسين والابتعاد عن الغرور ، واستغلال كل قدراتهم ومهاراتهم ، والحفاظ على نفس الروح التي تأهلوا بها إلى المونديال .
أما المدرب الوطني ومن خلال إصراره على عدم تدعيم طاقمه الفني وهو حر في ذلك ويتحمل كامل مسؤولياته في اختياراته ، ورغم رفضه التدخل في شؤونه ، إلا أنه يتفق مع بعض أصحاب النوايا الحسنة عندما يقولون بأن التعامل مع مباريات البطولات المجمعة يختلف عن التعامل مع المباريات التي تلعب ذهابا وإيابا ، وصار يدرك ما ينقصنا من كل الجوانب التكتيكية والتنظيمية والسيكولوجية ، ولا يمكن إلا أن يتداركها قبل ثلاثة أشهر عن المونديال .
وعندما نقول بأن منتخبنا يكبر فان ذلك يمر حتما عبر تصحيح كل الأخطاء التي يرتكبها اللاعبون داخل المجموعة ومع المدرب والمنافس والحكام ووسائل الإعلام ، وعبر كل الانتقادات التي يتحملونها ويتعاملون معها بحكمة ، ولن يكرروها في المونديال .
شاوشي ولموشية سيكونان أقوى وأفضل في المستقبل ، ونذير بلحاج سيكون أكثر تركيزا ، وعنتر ومغني سيكونان في أحسن أحوالهما الصحية والبدنية ، وغزال ومطمور أكثر جرأة ، وسيكون حسان يبدة المايسترو الحقيقي بدون منازع ، مع تمنياتنا بأن يضيف مهدي لحسن للمنتخب ما ينقصه .
أما الاتحاد الجزائري فسيكون أكبر المستفيدين من دروس أنغولا من كل الجوانب وخاصة في التعامل مع اللاعبين والمستجدات ، وفي استثمار كل هذه المحطات في إعادة بعث كل المنتخبات ، والذهاب إلى الاحتراف المنشود بنوادي قوية ومدربين أكفاء ومسيرين أقوياء . ورغم حاجتنا إلى المزيد من الانتصارات والتتويجات وقدرتنا على ذلك ، إلا أنني على يقين بأن الكثير منكم يشاطرني الرأي لو قلت لكم من حسن حظنا أننا لم نفز بكأس أمم إفريقيا في أنغولا لأن الوصول إلى ربع نهائي كأس العالم ولما لا نصف النهائي أفضل وأحسن .[left]